البندورة بقرشين

الخمايسة بوك - انخفضت أسعار البندورة في الأسواق المحلية إلى مستويات متدنية جدا، حيث وصلت الى قرشين للكيلو، فيما وصل سعر البكسة في بكبات المزارعين إلى 15 قرشا فقط للبكسة عبوة 8 كغم. وتقدر كميات التصدير اليومية بثلاثة آلاف طن، في حين أن الفائض يناهز الـ1000 طن يوميا، مما أدى إلى هبوط أسعارها.


وفي الوقت الذي يطوف فيه زهاء أربعمائة "بيكب" من الأغوار في مختلف أسواق الخضار لبيع منتجاتهم لا يوجد مشترون.

وذكر المزارع موسى الرواشدة أن مزارعي الأغوار الجنوبية سيجتمعون قريبا ويقررون إلقاء أطنان من البندورة في شارع عمان- العقبة وإغلاقه حتى يتم حل مشاكل المزارعين، مطالباً شركة البوتاس بتقديم مساعدات للمجتمعات المحلية. بالمقابل أسفر اجتماع موسع ضم اتحاد المزارعين ونقابة تجار الخضار ومصدرين تم الاتفاق بحسب مدير اتحاد المزارعين محمود العوران على مناقشة الاختناقات التسويقية خاصة لمنتج البندورة.

وقال العوران إن أحد أصحاب مصانع رب البندورة وافق على قبول إنتاج المزارعين والتخفيف عليهم عبر استقبال الإنتاج على الأرض بـ45 دينارا لطن الواحد.

وفي الوقت الذي ترتفع فيه أسعار كيلو البندورة في محلات التجزئة على المواطنين، وتصل إلى (25ــــ35) قرشاً للكيلو، يباع في الأغوار الجنوبية بـقرشين فقط، ويباع الصندوق بوزن 8 كيلوغرامات بــ60 قرشا فقط.


وقال الناطق باسم المزارعين عايد الرواشدة إن خسائر المزارعين بلغت في السنة الماضية نحو عشرين مليون دينار، مضيفاً أن صراخ المزارعين يعلو نتيجة تدني أسعار البندورة، وازدياد خسائرهم إثر وصول الأسعار في الأسواق المحلية إلى حدود متدنية، وباتت "بكسة" البندورة تباع بأقل من سعر التكلفة؛ إذ يُباع الصندوق بـ60 قرشا في السوق المركزي، بينما تبلغ كلفته أكثر من دينار و20 قرشا.


وأشار إلى أن على المزارعين التزامات مالية وقروض لبعض الجهات المانحة للإقراض الزراعي، وإلى جهات أخرى، مبيناً أن عددا من المزارعين ينوون بيع أراضيهم لتسديد ما عليهم من أقساط ودفعات.

وأجمع مزارعون في حديثهم على أن الحل إنما يكمن في فتح الأسواق الخارجية لتصريف الإنتاج إلى دول الخليج العربي والعراق وأوروبا؛ لإنقاذ القطاع الزراعي من الانهيار.


المزارع شتيوي الجعارات قال إن مزارعي الأغوار الجنوبية يطالبون بتكثيف الاتصالات مع الجانب العراقي؛ لإعادة فتح الأسواق العراقية وغيرها للمنتجات الزراعية.


من جانبه أكد وزير الزراعة احمد الخطاب أن الحكومة تعمل جاهدة على إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجه القطاع الزراعي من خلال إيجاد أسواق تصديرية للدول المجاورة مثل العراق ودول الخليج وسورية لتصدير المنتجات الزراعية. وقال الخطاب خلال زيارته لمنطقة الأغوار الجنوبية ولقائه مزارعي المنطقة بحضور النائب خلف الهويمل إن الحدود السورية مفتوحة أمام المنتجات الزراعية خاصة محصول البندورة، أما دولة العراق فهناك اتصالات معهم لاستيراد المنتجات الزراعية، مشيرا الى ان رئيس الوزراء عون الخصاونة التقى وزير الزراعة العراقي واطلعه على الوضع، ووعد العراقيون خيراً. وأشار الى أن عملية التسويق تحتاج الى البنية التحتية السليمة من خلال تطوير عملية التغليف والتعبئة، مبينا أن لدى الوزارة بدائل وحلولا لتصريف فائض الإنتاج الزراعي، وخاصة باتجاه الأسواق الأوروبية. وشدد الخطاب على ضرورة تطبيق النمط الزراعي في منطقة الأغوار الجنوبية للحد من الاختناقات التسويقية وفائض الإنتاج، مشيرا الى أن هذا يستدعي تكاتف واتفاق المزارعين مع وزارة الزراعة.


يشار إلى أن مساحة الأراضي الزراعية المستغلة في الأغوار الجنوبية تقارب 35 ألف دونم، تشكل مساحة محصول البندورة منها 90 في المئة، والباقي خضار مختلفة، وأشجار موز.